بسم الله الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله و على آله و صحبه و من تبع هداه أما بعد ...
فبعـد ما رأيت سيلا من الاتهامات من بعض الأخوات - هداهن الله - بكوني أمتلك نظرة سودوية عن المرأة مظلمة ...
ارتأيت أن أبين ما أقصده احقاقا للحق و تبيانا للأمر حتى نكون على بصيرة ...
فمما لا يخفى على عاقل أن للتربية أصولا و أحكاما حري بالمسلم العاقل أن
يتحراها ليبلغ ما أحبه الله عز وجل له من دخول الجنة و تجنب النار ...
و أن يحرص في ذلك على وقاية أهله الأقربين و نصح الناس أجمعين متبعا في ذلك سنة خير المرسلين عليه الصلاة والسلام ...
و أن يتبع في ذلك اللـطف و الليـن ما استطاع إلى ذلك سبيلا لقوله عليه الصلاة والسلام : ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا كان العنف في شيء إلا شانه )
رواه مسلم ...
فالأصل في المسلم أن يكون رفيقا بأهله بوالديه بزوجه و أولاده بل حتى في الحيوانات ...
لــــــــــــــــكـــــــن :
يحتاج الشخص أحيانا لقليل من الشدة و التأديب لتحقيق المراد من الأمر خصوصا إن كان مطلبا شرعيا واجب التنفيذ ...
فللرجل أن يجبر ولـده على الصلاة إن كان تاركا لها و له أن يضربه إن تركها و إن كان راشدا - بعد المناصحة - ...
و للرجل أن يعنف ولده إن رأى منه تعديا على حرمات الله عز وجل و أن يعاقبه و
يؤدبه و إن كان بالغا راشدا إن كان تحت نفقته - بعد المناصحة - ...
++
و للأخـــــــــــــــــــــــــــت إن كانت لها سلطة على بيتهم أن تفرض
على أخيها فعل الواجبات و ترك المنهيات و أن تأدبه إن رأت منه تقصيرا - بعد
المناصحة - ...
و للأخ إن كانت له سلطة أن يفرض على أخته ترك المنهيات و فعل الواجبات و أن يؤدبها إن رأى منها تقصيرا - بعد المناصحة - ...
فاللوم أنهن هداهن الله يردن إلغاء الفكرة من أصلها أي أن الأخ لا يحق له أن يؤدب أخته مطلقا و مهما كان السبب كما ورد ...
حتى أن إحداهن هداها الله كتبت - السلطة الذكرية المتعجرفة - و في هذا
اعتراض على قوامة الدين التي شرعها الله عز وجل للرجال على النساء ، فللرجل
سلطة في بيته و لهذا يقال - رب الدار - ...
فماذا لو كانت هذه البنت عاقة لوالديها ؟ ينصحها مرة و مرتين ثم يؤدبها و
كذلك الأخت إن كان أخوها عاقا تنصحه مرة و مرتين ثم تؤدبه ما استطاعت إلى
ذلك سبيلا ...
فالعبرة ليست بالرجل و المرأة بل العبرة بالحكم الشرعي الذي هو جواز
التأديب إن كان يجلب مصلحة بغض النظر عن كون المؤدب ذكرا أو أنثى ...
***
هذا بعد أن نجزم بأن الرفق و اللين هو الأصل في تعاملات المسلم و المسلمة
في بيتهما و مع إخوانهم و أخواتهم من المسلمين والمسلمين ...
لكن هناك أحيان لا مناص فيها عن التأديب سواء بالكلام الجارح أو بالضرب غير المبرح ....
هنــا :
لا أنفي أن بعض - المسترجلين - هداهم الله ، يعتقدون أن المرأة كائن خادم
لهم ، لا يعيرونها اهتماما ، كما هناك البعض هداهم الله يعتقدون أن المرأة
ولدت لتسكن
البيت ثم لتخرج منه إلى القبر و هذا اعتقاد فاسد لا أصل له ، صحيح أن أصل المرأة القرار في البيت لكن لها أن تخرج لقضاء حوائجها ...
و لا أنفي أن بعض المتذكرين - لا أسميهم رجالا - يـظـهرون ذكورتهم بالضرب
والسب والشتم و اللعن و هذا مناقض للرجولة نسأل الله السلامة ...
لــــــــــكــــــــــن :
كما قال أهل العلم :
يجب التفريق بين ضرب التأديب و ضرب الانتقام و يجب التفريق بين الحرية و
بين المراقبة ، يجب على الرجل في زمن الفتنة الذي نحن فيه أن يراقب أخته
و زوجته ليس من باب - عدم الثقة فيها - و لكن من باب حفظها و صيانتها و رعايتها ...
فـهي العمود الفقري لصلاح المجتمع و فساده ، فـتـلد المرأة لنا جيــلا و تـربـي الجيـل الآخر ...
حفـظ الله نسـاء المسلمين من شر الفتـن ما ظهر منها و ما بطن ...
هذا ما أردت أن أوصله لم يهمهم الأمر ...
و العلم عند الله تعالى